[center]
الحلقة الثانية
دق المنبه بجوار سلمى معلنا العاشرة صباحا ومعلنا أيضا انتهاء الحلم الجميل الذى كانت تحلمه والذى تحلمه منذ سنوات !!!
مدت يدها لتسكت صوت المنبه المزعج وهى لا تزال مغمضة العينين وكأنها لا تريد ان تترك الحلم ابدا .....ثم قامت الى الحمام لتزيل آثار النوم عنها كى تبدأ رحلة الشقاء اليومى فى تنظيف الدمار الشامل الذى يتركه اخوتها خلفهم .....
دخلت المطبخ لتجد بقية طعام الغداء لم يعد ومدفعية من الاطباق والحلل فى انتظارها
اعدت كوبا من الشاى وقطع من البسكويت لافطارها وأعادت فتح النار على اللحم كى تحدث المعجزة وينضج قبل وصول ثورة الجياع !!
ياساتر يارب هى حركة طالبان كانت بايتة مع خالد فى اودته ؟! .... بجد حرام كل يوم انظفها وأخليها تبرق وهم ساعتين زمن ويخليها كأن قطر امبابة عدى من جواها!!!
انا ايه اللى خلانى أسيب الشغل بس ؟ مش كان احسن من وجع القلب ده ؟ بس احسن ازاى ؟ ده انا كنت باخد بالعافية 200 جنية وبأصرف اكتر منهم مواصلات ولبس وخلافه .....ده غير عدد ساعات الشغل اللى ممكن توصل من 9 صباحا لحد 6 مساءا وساعات اكتر لما يكون فيه جرد ولا حاجة ........
لما بقيت زى لاجئى الصومال من الطاحونة اللى دايرة فيها ليل ونهار ده غير المضايقات اللى لازم تتعرض لها اى بنت وخصوصا لو كانت مش مرتبطة ........ياستى خلى البساط احمدى هو فيه حد سامعنا ما تقولى عانس !!!
خلاص ما بقتش أخاف من الكلمة دى من كتر ما حسيتها فى عيون الناس يعنى انا داخلة على 29 سنة دلوقتى ........أصحاب كتير لى اتجوازوا وولادهم دخلوا المدرسة كمان وبيقولوا لى يا طنط سلمى !! يعنى خلاص فاضل لك زلطة وتاخدى استمارة ستة يا جميل !!!
نظرت الى المرآة انظر الى ملامحى قد لا أكون جميلة بالمعنى المفهوم ولكن ملامحى متناسقة وشعرى طويل يعنى متوسطة الجمال زى الاف البنات وكمان اهلى حالتهم متوسطة ....
يبقى العريس ح ييجى على ايه ياسمسمة ؟ دلوقتى كل واحد بيحسبها بالورقة والقلم هى بنت مين وعندها كام وجميلة قد ايه ؟ الا من رحم ربى يييييه انا تعبت من التفكير فى الحدوتة دى .....يعنى اللى اتجوزوا خدوا ايه ؟
يالا بلا جواز لا وجع قلب ........
وأخذت تنظف حجرة ملك الصغيرة وهى تضحك على تعليقاتها المكتوبة بين طيات كراسات المدرسة ( يارب المدرسة تتهد يوم الاتنين اللى جاى !!) (مش فاهمة حاجة خالص فى الحساب ولا العربى !!) ( الميس دى غلسة اوى !!)
وأنهت تنظيف الحجرة وجلست تستريح قليلا وهى تلملم الوان ملك وأوراقها ووجدت نفسها تلعب بالالوان وترسم وكأنها تنفس عن بخار مكتوم بصدرها لم يجد له طريقا الا على الورق .....
رسمت بيت كبير على جدرانه قلوب وأشجار بلا حواجز او جدران وبه رجل طويل القامة قوى البنيان حاد النظرات ولكن على شفتيه ابتسامة حنونة .....يمسك بيده ورود ونجوم ومفاتيح لغرف سرية مجهولة .......وخلفه باب صغير نصف مغلق يطل منه رأس طفل جميل وكأنه يختبأ من العالم ويحمل فى عيونه جمال الضوء ورقة النسيم .......
وأفاقت من أحلامها على صوت جرس الباب وهو يعلن وصول أول القادمين وكان خالد...........
( ايه اللى رجعك بدرى كده !!)
(عادى يا بنتى هو لازم استنى الحصة الاخيرة والحوارات دى ؟ هو نص جنيه للبواب والدنيا تبقى فل !!)
فصرخت سلمى : ( زوغت يا فالح ؟ والله لو بابا عرف ليقطم رقبتك )
فرد بملل ) خلاص بقى خليكى حلوة وبلاش تقولى له وانا ح آكل وانام على طول علشان أسهر أذاكر للصبح يا جميل )
( أمرى لله بس استنى شوية على ما أجهز لك الأكل .....ربنا يرحمنى من الغلب ده يارب !!)
فرد بتلقائية ( ياستى ما احنا بقى لنا مية سنة بندعى ... كبرى بقى يا سمسمة )
فتكهربت سلمى من رده الجارح وان كانت سمعت مثله كثيرا فى مجتمع لا يرحم الأنثى الا لو كان فى احدى يديها صك اعتمادها كمخلوق من الدرجة الاولى .....ولكنها لم تبدى ألمها وردت بساطة ( خلهم مية وواحد ياسيدى !!!!!!!)