الهوس بالمسلسلات "المدبلجة" سببه فقدان الحب الأسري

اخبار الطلاق.. الضرب.. القرارات المضرة بالأسرة من الأردن، مصر، السعودية، فلسطين، سوريا، تتلاحق وتتحدث عن تعميم بوجود مشاكل زوجية أسرية أحدثتها المسلسلات التركية التي تعرض على الشاشات العربية.

المشاكل كانت نتيجة لرأي أو تعليق أو طلب على تلك المسلسلات وأبطالها، بالتأكيد لم تكن مجرد قصص تتناولها وسائل الإعلام لترفيه أو التثقيف، فيكاد لا يخلو بيت تعلق بهذا المسلسل أو ذلك إلا وأحدث مشكلة بين قطبي البيت الواحد، الحقائق من أرض البيوت تؤكد أن المسلسل يملأ فراغا عاطفيا تبحث عنه النساء كثيرا في رجال غير متفرغين للرومانسية والحب والعكس غير مستبعد البتة.

الأسباب الحقيقة لهذا الهوس الذي مس بسوء العلاقة الزوجية على وجه التحديد كشفت عن مشكلة حقيقة تعيشها الأسرة العربية وعلى وجه التحديد " الزوجان..

من الصعب أن يقر المخطئ بخطئه خاصة إذا تعلق الأمر بمشاكل زوجية، الخلاف الزوجي ينهيه في الغالب المودة والحب وليس كون الطرف المخطئ أقر واعترف بالخطـأ.

في حديث خاص تروي لنا رائدة حكاية خلاف حدث بينها وبين زوجها في بيتها الكائن بمنطقة حي النصر بغزة,

فتقول إن سبب الخلاف كان مشهدا لاحتفال رومانسي بين بطلة وبطل مسلسل تركي، وفي طلب كانت ترتسم فيه كل ملامح الغضب على وجه رائدة قالت لزوجها "هي الرجال وإلا بلاش.. عمرك ما حملت لي وردة "، فعقب الزوج " مش لما تكوني أنت الأول مثلا البطلة "، تقول لنا رائدة :" أنا فعلا تأثرت بهذه العلاقة وتمنيت أن تكون علاقتي بزوجي أجمل وأروع مما هي عليه، هذا المسلسل أحدث مشاكل بيني وبين زوجي وعلى أثرها قررت مقاطعته لكنني أيضا قررت أن تكون علاقتنا أفضل بكثير حتى لا يؤثر فيها مشهد تمثيلي ويقلب حياتنا رأسا على عقب "، تقر رائدة أنها لا تتحمل المسئولية وحدها فزوجها أيضا قصر في أن تكون أسرتهم سعيدة يملأ أيامها الحب والمودة، وتشدد رائدة على أن الخلل بين الأزواج هو السبب الرئيسي في إحداث الأزمات بسبب مشهد درامي أو حتى مسلسل كامل، وتنصح كامل الأزواج بترك هذا المسلسلات والانتباه والاهتمام بأسرهم.

آراء عن الواقع الصعب

آمال – 29 عام – تقول لنا " أعتقد أن افتقاد الرومانسية والعلاقة الطبيعية بين الزوجين ورؤيتهما لعلاقة رومانسية جذابة - وإن كان مبالغا فيها – في المسلسلات غير العربية سبب رئيسي في هذه المشاكل "، وتضيف آمال :" من خلال متابعتي لما تحدثه مثل تلك المسلسلات أرى أن السبب الرئيسي فيها هو التقصير في العلاقة الزوجية بين الأزواج والهوس بتلك العلاقة بين أبطال المسلسلات "،وتشاركها الرأي أم عبد الله فتقول :" أنا لا أشاهد هذه المسلسلات لكنني باستمرار أسمع المقارنة بين أبطالها وبين الأزواج على أرض الواقع والكفة دائما مرجحة لصالح أبطال المسلسلات، وعندما نرد بأن الكثير من الأحداث الدرامية غير واقعية تجد الأمر غير متقبل، تريد النساء والرجال أن يكون الطرف الآخر كما بطل المسلسل !!، وتنتقد أم عبد الله تعلق الناس بهذه المسلسلات بهذه الطريقة وتدعو الجميع إلى التزام السنة النبوية في التآلف والتواد والتراحم والمودة بين الأزواج كي يتفوقوا على أبطال هذه المسلسلات في إقامة علاقة زوجية مميزة ملؤها الحب والتواد والتراحم.

افتقاد الأزواج لأجواء الرومانسية

تأثير المسلسلات غير العربية على الأسرة العربية سلبي و كبير جداً، فهي ثقافة وافدة تختلف عن القيم والعادات والتقاليد العربية الإسلامية.

د. موسى حلس أستاذ علم الاجتماع في جامعة الأزهر يقول إن هذا التأثير مباشر على نفسية الزوج أو الزوجة حيث تصبح نظرة الزوج إلى زوجته مختلفة يتمناها لو كانت مثل بطلة هذا المسلسل أو ذلك وهنا يبدأ نوع من النفور وكذلك تتأثر الزوجة بذات القدر، وهنا تتغير القيم وتصبح لا تؤدي وظيفتها مما يجعل الإنسان يبدأ بالبحث عن قيم أخرى جديدة بديلة للقيم الأساسية المطلوبة التي تمثل الهوية والشخصية الإسلامية الحقيقية، ويشير د. حلس إلى أن الثقافة هي عبارة عن المخزون والموروث الثقافي الذي يكون هوية المجتمع وهنا يحدث نوع من الصدام مع القيم والعادات الوافدة من المسلسلات لافتاً إلى أن أي مسلسل أو فيلم يحمل قيم وثقافة المجتمع الآخر حيث تتسارع مباشرةً مع الثقافة السائدة وتكون دائماً أقوى لأنها الجديد.

من ناحية أخرى لفت د. حلس إلى أن افتقار الثقافة الجنسية بين الزوج والزوجة كان سبباً في انجذاب الأزواج لمثل هذه المسلسلات.

وعزى د. حلس افتقاد الأزواج لأجواء الرومانسية إلى الأوضاع الاقتصادية والسياسية السيئة وارتفاع نسبة البطالة في المجتمعات العربية والمجتمع الفلسطيني على وجه الخصوص حيث الاحتلال الجاثم على أرضنا بالإضافة إلى الحصار ما انعكس على نفسية الإنسان الفلسطيني وأصبح لا تمثل لديه العاطفة أي شيء بسبب سيادة ثقافة العنف في مجتمعنا الفلسطيني نتيجة الخلل في القيم الاجتماعية السائدة وعدم تطويرنا ومجاراتنا للعصر وما يتناسب مع الواقع ما يخلق هوة ثقافية تنعكس مباشرةً على سلوكنا في العلاقات الاجتماعية خاصة الأسرة التي هي اللبنة الأساسية للمجتمع.

هدفها إفساد الأسرة

أسباب انجرار الأفراد لمتابعة المسلسلات غير العربية متعددة، منها أن تلك المسلسلات تحمل قصة تحوي بعض المعاني الخيالية التي قد تراود الإنسان في عقله الباطن أو خواطره، حيث يجدها أمامه وينجذب إليها، إضافة إلى أنها تحمل بين طيات حلقاتها نوعا من الجاذبية بالحبكة الدرامية والعاطفية فيظل المشاهد مرتقباً لأحداث الحلقة القادمة، وكذلك المظاهر الفاتنة للمرأة واللقطات الغرامية والإباحية التي قد تغري بعض الشباب لمتابعة المسلسل.

أستاذ الشريعة في الجامعة الإسلامية بغزة د. زياد مقداد لا يجد في الأسباب السابقة دافعا للإنسان الملتزم ذي الأخلاق والدين أن يتابع مثل هذه المسلسلات، وقال إنه يجب عليه أن يأمر أهله وأولاده بعدم متابعتها ويراقبهم في ذلك بل ويقنعهم بعدم مشاهدتها لأنها تتضمن معاني هابطة وذات آثار سلبية وذلك بامتناعه أولاً ليكون قدوة لهم، مشيراً إلى أنه إن لم يمتنع هو أولاً فهذا دليل على نقص ومرض وعلة مهما ادعى أنه ملتزم بالدين والخطأ فيه.

ويرى د. مقداد أن تلك المسلسلات تكاد تخاطب أمة مهزومة حتى تنجذب إلى الأمم الأخرى وتحاول تقليدها ظناً أن تقليدها سيرفع من مكانتها إلا أن العكس ما يحدث، ووجه د. مقداد نصيحة للشباب وأولياء الأمور أن يحذروا من المسلسلات لما لها من أثر كبير يفسد العلاقات الأسرية جميعها علاقة الزوج مع زوجته والابن مع أبيه وأمه ويفسد مستوى الأخلاق ويعيق الأسرة وأفرادها عن كثير من واجباتهم المفيدة، وقال:" توقفوا عن متابعة هذه المسلسلات قبل أن تخرب بيوتكم وتفسد أسركم".

انا بتفرج عليها عادي يعني هيه صحيح بتضيع وقت كتير بس عادي يعني مش بتاثر بيها لدرجه جامده

انت بتعتقدي كده لكن الحقيقة ان كل حاجه بتتسجل في المخ وبتتطلع في تصرفات من غير الواحد ما يحس
وبعدين تخيلي لو طفل صغير وبيقعد يتفرج عليها على طول ده لسه مخه وتفكيره بيتكون تخيلي هيكون تأثيرها عليه ايه
ده مش رأيي ده رأي علماء النفس
وبعدين لما ييجي يوم القيامة الوقت اللي انت قضتيه قدام المسلسلات ده هل هيوضع في ميزان الحسنات ولا ميزان السيئات؟
تخيلي الوضع قدامك هتحسي باللي انا بأقوله
وحاجه كمان ليه الواحد بيقعد قدام المسلسلات ساعة وساعتين وتلاتة ولما تيجي الصلاة تلاقيها خلصت في دقيقة
ولو قلنا قيام ليل يبقى تعبانين ومش بنقدر لكن لو فيلم ماشي
مع ان الحاجات دي مش اللي هتنفعنا ده غير تأثيرها السلبي على اسلوب حياتنا
انا بأتكلم عامة مش على حد معين
ارجو تكون الفكره وصلت