الاسلام والتشريع العادل

الإسلام والتشريع العادل

أما التشريع الذي تتطلبه نهضة الأمة ، فما يخالفنا كل من درس الإسلام دراسة منصفة أنه تشريع متين الدعائم، غزيرة المادة، بعيد النظر، متماسك الأجزاء يضع لكل داء دواء، ولكل مشكلة حلاً، وهو مع هذا لا يضيق بإصلاح ولا ينبرم بتطور طبيعي نافع. والمشاكل الكبرى التي تشغل بال العالم اليوم كمشكلة الثروة وتوزيعها والمرأة ووظيفتها والحكم وشكله، والتربية وأسسها، هذه المشاكل وغيرها فصل الإسلام فيها برأي حاسم، لو وجد من يطبقه في الأمة لوفر عليها كثيراً من الجهود الضائعة وأغناها عن عديد من التجارب القاسية وعصمها من سيئات الفوضى والبلبلة التي تعانيها أكثر الشعوب ممن لم تتعرض عقائدها لحل هذه المشكلات. وليس الآن مجال الإفاضة في حلول مشكلاتنا الكبرى فذلك مما نعرض له في بحوثنا المقبلة، ولكني أقتصر على ذكر بعض شهادات لكبار علماء الفكر ممن لا يظن أن فيهم عصبية لإسلام، ولا مجاملة لأهله.

يقول سبنسر واضع علم الاجتماع:

إن شريعة الإسلام تحتوي على أحكام عقلية عجيبة، ولا يمكن أن يكون شيء في الوجود أحسن منها رجحاناً في فضل الأحكام كلها.


ويقول البحاثة الأميركي ( هو كنج ) أستاذ الفلسفة بجامعة هارفرد في كتابه روح السياسة العالمية:

( إن سبيل تقدم الممالك الإسلامية ليس في اتخاذ الأساليب الغربية التي تدعي أن الدين ليس له أن يقول شيئاً عن الحياة الفرد اليومية وعن القانون والنظم السارية. وإنما يجب أن يجد المرء في الدين مصدراً للنمو والتقدم. وأحياناً يتساءل بعضهم عما إذا كان نظام الإسلام يستطيع توليد أفكار جديدة وإصدار أحكام مستقلة تتفق وما تتطلبه الحياة العصرية؟ فالجواب عن هذه المسألة هو:

أن في نظام الإسلام كل استعداد داخلي للنمو لا بل إنه من حيث قابليته للتطور يفضل كثيراً من النظم المماثلة.

والصعوبة لم تكن في انعدام وسائل النمو والنهضة في الشرع الإسلامي، وإنما في انعدام الميل إلى استخدامها، وإنني أشعر بكوني على حق حين أقرر أن الشريعة الإسلامية تحتوي بوفرة على جميع المبادئ اللازمة لنهضتها)

ويقول الأستاذ شيرل الكاثوليكي المذهب وعميد كلية الحقوق بجامعة فينا في مؤتمر الحقوقيين سنة 1927:

( إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ أنه رغم أميّته استطاع قبل بضعة عشر قرناً أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوروبيين أسعد ما نكون لو وصلنا إلى قمته بعد ألفي عام)

ويقول أشهر كتاب العصر الحاضر برناردشو في رسالة له بالإنكليزية ( نداء للعمل):

( لقد كان دين محمد موضع تقديري السامي دائماً، لما ينطوي عليه من حيوية مدهشة، لأنه على ما يلوح لي، هو الدين الوحيد الذي له ملكة الهضم لأطوار الحياة المختلفة، والذي يستطيع لذلك أن يجذب إليه كل جيل من الناس.... وأرى واجباً أن يدعى محمد منقذ الإنسانية، وأعتقد أن رجلاً مثله إذا تولى زعامة العالم الحديث نجح في حل مشكلاته وأحل في العالم السلام والسعادة، وما أشد حاجة العالم اليوم إليهما)

ويقول أرموند يورك:

( إن القانون المحمدي قانون ضابط للجميع، من الملك إلى أقل رعاياه، وهو قانون نسج بأحكم نظام حقوقي وأعظم قضاء علمي وأعظم تشريع منور لم يسبق قط للعالم إيجاد مثله)

هذه شهادات استكثرنا منها في الاستشهاد على سعة التشريع الإسلامي ورقه وانتظامه لشتى شؤون الحياة، رجاء أن يسمعها أولئك الذين لا يشكون إلا إن شكت أوربا ولا يؤمنون إلا إذا آمنت، فلعلهم، يحسنون ظناً بالإسلام وهم أبناؤه الأقربون كما أحسن به الظن أولئك العلماء المنصفون!

أيها السادة: إذا ثبت أن الإسلام هذه القوة على إحداث الانقلابات، في الماضي والحاضر، وإشادة صروح النهضات وحل أعقد المشكلات، كانت الدعوة إليه الآن في أمة كأمتنا، المضطربة في نظمها وآدابها وأوضاعها، المتحفزة للنهضة والعمل والتحرر، أجل خدمة تقدم إليها وأقرب طريق تحمل عليه.

وبذلك وثق شباب محمد صلى الله عليه وسلم وآمنوا، وإلى ذلك دعوا وجاهدوا، ولكنهم ما كادوا يمضون في طريقهم خطوات، حتى ارتفعت أصوات من هنا وهناك، تثبطهم عن المسير، وتنهمهم بضلال السعي، وجمود التفكير!

سبحان الله هذه اقوال بعض الغربيين عن الاسلام وهناك العديد من الغربيين يعترفون بذلك

اخوكم محمد

إن القانون المحمدي قانون ضابط للجميع، من الملك إلى أقل رعاياه، وهو قانون نسج بأحكم نظام حقوقي وأعظم قضاء علمي وأعظم تشريع منور لم يسبق قط للعالم إيجاد مثله)

انه القانون الربانى
وياليت الجميع يعلم ويعرف
الذين يعترضون على الاسلام انه هو الحل