ليست مستشفيات فحسب:
كانت المستشفيات الإسلامية تضم في داخلها مكتبات ضخمة تحوي عددًا هائلاً من الكتب المتخصصة في الطب والصيدلة وعلم التشريح ووظائف الأعضاء.. إلى جانب علوم الفقه المتعلقة بالطب، وغير ذلك من علوم تهم الطبيب..
ومما يذكر على سبيل المثال - لنعرف ضخامة هذه المكتبات - أن مكتبة مستشفى ابن طولون بالقاهرة كانت تضم بين جنباتها أكثر من مائة ألف كتاب!!
وكانت تُزرَع - إلى جوار المستشفيات - المزارع الضخمة التي تنمو فيها الأعشاب الطبية والنباتات العلاجية؛ وذلك لإمداد المستشفى بما يحتاجه من الأدوية.
أما الإجراءات التي كانت تُتخذ في المستشفيات لتجنب العدوى فكانت متميزة.. بل عجيبة!! فكان المريض إذا دخل المستشفى يُسلّم ملابسه التي دخل بها، ثم يُعطَى ملابس جديدة مجانية لمنع انتقال العدوى عن طريق ملابسه ( التي مرض وهو لابس لها )، ثم يدخل كل مريض في عنبر مختص بمرضه، ولا يُسمح له بدخول العنابر الأخرى لمنع انتقال العدوى أيضًا، وينام كل مريض على سرير خاص به ( بملاءات جديدة وأدوات خاصة )
قارن كل ذلك بالمستشفى الذي أنشئ في باريس بعد هذه المستشفيات الإسلامية بقرون، حيث كان يَُسمح للمرضى بالإقامة في عنبر واحد ( بصرف النظر عن نوعية مرضهم! ) بل ويُسمح بنوم ثلاثة أو أربعة أو أحيانًا خمسة من المرضى على سرير واحد! فتجد مريض الجدري إلى جوار حالات الكسور إلى جوار السيدة التي تلد! كما كان الأطباء والممرضون لا يستطيعون دخول العنابر إلا بوضع كمّامات على الأنف من الرائحة شديدة العفونة في داخل هذه العنابر! بل كان الموتى لا يُنقلون إلى خارج العنابر إلا بعد مرور أربعٍ وعشرين ساعةً على الأقل من الوفاة!! فتخيل مدى خطورة هذا الأمر على بقية المرضى! فالحمد لله الذي شرفنا بالإسلام..
ومن أعظم المستشفيات الإسلامية: المستشفى العضُدي، الذي أنشأه ( عضد الدولة ابن بويه ) عام 371 هـ في بغداد، وكان يقوم بالعلاج فيه عند إنشائه أربعة وعشرون طبيبًا تزايدوا بعد ذلك جدًا، كما كان يضم مكتبة علمية فخمة وصيدلية ومطابخ، وكان يخدم فيه عدد ضخم من الموظفين والفرَّاشين، وكان الأطباء يتناوبون على خدمة المرضى بحيث يكون هناك أطباء بالمستشفى أربعةً وعشرين ساعة يوميًا.
الله اكبر هذا هو الاسلام ؛
مع تحيات اخوكم محمد