3-رصيده العظيم:
لقد ورد أن كعب رضي الله عنه يحمل رصيداً عظيماً؛ جعله يفخر ويتيه به منذ أول يوم رآك فيه!؟.
فكانت لفتة تقديرية نفسية حفظتها ذاكرته لمتعة أول لقاء، وترجمتها مشاعره الفياضة: "فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ فَإِذَا الْعَبَّاسُ جَالِسٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ جَالِسٌ فَسَلَّمْنَا ثُمَّ جَلَسْنَا إِلَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ: هَلْ تَعْرِفُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يَا أَبَا الْفَضْلِ؟!. قَالَ: نَعَمْ، هَذَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ سَيِّدُ قَوْمِهِ وَهَذَا كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ. قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا أَنْسَى قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الشَّاعِرُ؟!!. قَالَ: نَعَمْ". [2]
هكذا كنت أيها الحبيب صلى الله عليك وسلم؛ تتعامل برقي تربوي مع أتباعك رضوان الله عليهم؛ فتفهم نفسية كل فرد؛ وتتعامل معه بناءً على هذا الفهم النفسي؛ خاصة عند اللقاء الأول!.
وهو ما يعرف بمهارة أو فن الانطباع الأول مع الآخر!.
فكيف بكعب رضي الله عنه ـ وهو من هو ـ؛ أن يفرط في هذا الرصيد القدسي!؟.
ترى هل نمتلك رصيداً نفخر به ويفخر به أبناؤنا ومن يحبنا؟!.
وهل نجتهد في دفع ضريبة المحافظة عليه؟!.