"فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال لي: ما خلفك؟؛ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟!. قال قلت: يا رسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر، قد أعطيت جدلاً، ولكنني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله يسخطك علي، وإن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو عقبى الله عز وجل، والله ماكان لي من عذر!؟". [1]
هكذا أيها الحبيب صلوات الله عليك وسلامه ـ وأثناء مراجعتنا لإرثك العظيم الذي تركته لنا ـ، قد وقفنا طويلاً أمام هذه الفقرة الرائعة من الاعترافات المؤثرة والمعبرة لكعب بن مالك رضي الله عنه!؟.
وكم كان شجاعاً؛ وهو يعلنها في جلسة التحقيق هذه التي أقيمت للذين تخلفوا عن غزوة العسرة!؟.
وكم كان صادقاً؛ فلم يسير وراء ركب المعتذرين، ولم ينساق خلف المنافقين؛ فلم يركن إلى حجة تنفي عنه خطأه!؟.
وكم أخجلنا هذا الموقف الراقي؛ فتساءلنا: ما هي الأسباب التي جعلت كعب وصاحبيه هلال بن أمية ومرارة بن الربيع رضوان الله عليهم يأبون الاعتذار؟!.
أو ما هو سر هذا الشموخ أمام سقوط المنافقين المعتذرين؟!.
وكان البحث عن إجابة لهذا السؤال، ...
وكذلك الإنحناء إجلالاً وإكباراً لهذه الكلمات الراقية: "والله ماكان لي من عذر!؟".
هما محور هذه الرسالة أيها الحبيب!؟.
قراءة في أسرار الشموخ الكعبي!؟:
سيدي ...
هذه بعض التأملات المتواضعة في الرسائل التربوية التي أرسلتها إلينا من خلال إقرارك لكلمات صاحبك الجليل كعب رضي الله عنها!؟.
وهي محاولة اجتهادية لفك الأسرار وراء موقف هذا الجبل الشامخ رضي الله عنه؛ وذلك حتى نهتم بهذه الجوانب في عمليتنا التربوية مع أنفسنا ومع الآخرين، خاصة الأبناء:
وسوف ناتى ب 8 رسالات كل يوم رسالة عسا اللة ان يغفر لنا (منقول)