بين الفهلوة والهمبكة موضوع جميل جدا

لعنة الله علي الفهلوة وعلي أصحاب الفهلوة وقاتل الله الهمبكة وأبناء الهمبكة.. كل يوم تطلع شمسه نخسر فيه آلاف الضحايا الأبرياء من أبناء شعبنا المسكين والسبب واحد لا يتغير هو الفهلوة التي غرست فينا غرساً. وأنا أظن أن الجنس المصرى سينقرض كالديناصورات خلال مائة عام علي الأكثر، إذا استمرت هذه الحرب الشعواء علي أنفسنا بالفوضى وعدم الاحترام لأي شىء، والمتتبع لأرقام الضحايا المفزع في حوادث الفوضى عندنا يتأكد له ذلك من عبّارة البحر الأحمر إلي مسرح بني سويف إلي قطار قليوب فكفر الدوار إلي الصعيد وأخيراً حادث مزلقان مرسي مطروح المحزن.

ولو قمنا بعقد مقارنة بين ضحايا الاحتلال الأمريكى للعراق منذ الغزو والآن وبين ضحايانا في نفس الفترة، فأنا أعتقد أن الرقم متقارب إلي حد بعيد.

إذن نحن إزاء عملية تطهير عرقى كالتي حاولها الصرب في البوسنة وفعلها الأمريكى مع الجنس الهندى من قبل في الأمريكتين.. أقول إن هناك مؤامرة لكنها غير مدبرة لتصفية مصر من المصريين، اتمني أن ينتبه إليها المسئولون قبل فوات الأوان.

عندئذ يصبح ضرب الفساد فرض عين علي كل مصرى، لأن التهاون في مراجعة قواعد السلامة في العبارة والقطارات ومقطورات النقل أفضى إلي ما وصلنا إليه أن دماء هؤلاء الأبرياء في رقبة كل مرتش سولت له نفسه أن يغمض عينيه عن أمانة عمله لقاء دراهم معدودات، وآثر أن يأكل خبزه مخلوطاً بأشلاء الأبرياء، فانعدمت إجراءات السلامة من العمارات والسيارات والعبارات والأدوية والأغذية حتي مصاعد العمارات.. وهي ليست مسئولية الحكومة وحدها كما يظن البعض!! بل هي أزمة في ضمير بعض معدومي الضمير، فلا توجد في الأرض قوانين تراقب النوايا والضمائر.. ومهما كانت الأحكام رادعة فلن تخلق في النفس ملكة أداء الواجب إنك لو أردت البحث الحقيقى عن جذور المشكلة ستجدها هناك.. داخل لجان الامتحان في المدارس، حيث كان الغش هو القانون لدرجة أن الامتحانات في بعض المحافظات كانت تباع عند باعة الطماطم وأكشاك السجائر، إننا أمسينا داخل وطن يغشه أبناؤه، وأشعر أن مصر تستعيذ بالله منا.. وإذا كان ولدك قد بدأ حياته في مدرسته غشاشاً محترفاً.. »ما شاء الله« فكيف سيكون بعد خروجه لواقع الحياة عندنا إلا غشاشاً كبيراً في أي قطاع في الدولة كان؟

كنت أظن أننا سنعلن الحداد.. لا علي من ماتوا في معارك الأسفلت، إنما علي من ماتت ضمائرهم في لجان التعليم، علي أولادنا الذين ماتت فيهم القيم والمبادئ عندما فقدوا القدوة فاتبعوا الغلوين.

أما أصحاب الخطاب الدينى فمعظمهم يحتاج إلى غرف الإفاقة فمنهم من انغمس في فتاوى الحواجب ومنهم من تفرغ للمنامات وتفسير الكوابيس، ومنهم من أدار معاركه حول قضايا النقاب.

ولن ينصلح أمرنا، وينقذنا الله منا، إلا باعترافنا بخطايانا وإدانة أنفسنا قبل أن يلقينا العصر الفهلوي في مزبلة التاريخ.

»يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم، لا يضركم من ضل إذا اهتديتم، إلي الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم تعلمون« (المائدة 105).

وننتظر ردودكم الجميلة