كنت أسير فى طريق موحش و أتجول بنظرى يمينا و يسارا لعلى أجد مخرجا
فسما بصرى الى لافته عن يمينها طريق مكتوب عليه التفاؤل و عن يساره طريق مكتوب عليه التشؤم ...
وقفت طويلا لاتخذ القرار....
و بدأ شريط الليالى الحالكة يسير....فانى أجد الرجل الوضيع بامضاء , قد ركب فاخر السيارات و اقتنى أرقى المدن و رجل حصد الملايين من مدخرات الشعب من البنوك وهرب بها و آخر من المخدرات , آخر و آخر.....
و أرى عالم قد افتقر و أهانته بلده أيذهب الى البلاد العربية أم يجلس ليجاهد من محرابه و يعيش على الفتات و أرى مدرسا قد أعطته الدوله ملالايم ليربى جيلا و أرى رجلا قد أفنى أيامه فى تربيه الماشية فجاء الطاعون ليذهب برأس ماله ورجل أخذت الانفلونزا بطيوره و راح رأس مالهما الحلال ...
واذا بمن يربت على كتفى , فاذا بشيخ كبير يبتسم الى و يقول
قد مر الكثير من هذا المفترق , فأكثرهم مضوا شمالا و قليل منهم من سلك الطريق الأيمن فهل لك فى الحديث لبعض الوقت .......
فقلت له بلى...
فقال انظر الى هذه اللوحة السوداء , هل هى جميلة أم فبيحة؟
فقلت له بل هى جمبلة
فقال لى ما سر جمالها ؟
قلت له الزهرة البيضاء
فقال لى لولا السواد ما ظهرت الزهرة البيضاء
ثم قال لى , انظر الى هذه البحيرة , هل هى قبيحة أم جميلة ؟
فقلت له بل هى جميلة
فقال لى ما سر جمالها
فقلت له الوردة البيضاء
فقال لى لولا الريم الاخضر لما ظهر جمال الوردة القابعة على ظهر البركة الراكدة المتعفنة
انظر الى هذا النبات الشوكى ما سر جماله
فقلت الزهرة البنفسجية
فقال لى رغم وجود الشوك و غياب الظل ظهر الجمال.......
يا بنى لولا الجبن ما ظهرت الشجاعة ولولا الليل ما بان جمال النهار ولولا الحر ما كان جمال البرد....
ثم أتى الاختبار
فأتى لى بكوب نصفه ماء ........ فقال لى ماذا ترى؟
ففكرت قليلا ثم قلت نصف الكوب مملوء بالماء.......
فقال لى قد تعلمت الا تنظر الى العيب و ان تنظر الى المحاسن .....على بركه الله , اختر طريقك .......ثم اختفى